قناة الجزيرة القطرية، 25 عاماً منذ بثها في الفضاء أسهمت في خلخلة النسيج العربي، وزعزعت الأواصر الحميمة بين المنظومة الخليجية، وأدخلت دول المنطقة في صراعات ونزاعات وأزمات لم تقف عند حدود الفوضى التي رسم خريطتها تنظيم «الحمدين».
بدأت القناة المشبوهة بالإساءة للرموز التاريخية للخليج العربي، فسعت إلى دق إسفين الفتنة، وتطاولت على الحكومات بذريعة «المهنية» المفقودة لديها أصلاً منذ العام 1996، وأتاحت مساحات وساعات للصوت الإرهابي حد تغطيتها المباشرة ضرب أبراج نيويورك، وبعث المراسلين لأفغانستان لتهنئة العناصر التنظيمية على إنجازاتهم 2001، ولم تحافظ على ورقة توت سوأتها وهي ترافق الأمريكان عند اجتياحهم العراق وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين 2003. وبقدر ما أحدثته برامج القناة من فجوة كبيرة بين المواطن من جهة، ووطنه من جهة أخرى، بقدر ما شوّشت عليه الحقائق، وبلبلت فكره؛ ليقع فريسة لما سمي «الربيع العربي»، وإدخال بعض البلدان العربية في دوامة لم تخرج منها حتى اليوم.
كما حضر الإسرائيليون عبر شاشتها تحت غطاء «الرأي والرأي الآخر»، وطبّعت العلاقات بين الإسرائيليين وبين مشاهديها العرب، من خلال الاستضافة الدائمة لرموزهم على شاشتها «المؤدلجة».
كما اعترف محللون، ومقدمو برامج، بأن «الجزيرة» دربتهم على إثارة الرأي العام عبر مواقع التواصل، وهو ما أكده خبراء إعلام، ومراقبون، بأن «الجزيرة» استغلت مجاهيل الأجندات الخارجية، ووظفتهم لإثارة الفتن عبر صفحاتهم الرسمية، أو من خلال شاشات القناة.
ويؤكد القيادي السابق في جماعة الإخوان ثروت الخرباوي لعكاظ أن «الجزيرة» ليست وسيلة إعلامية كما هو معروف، بل جهاز استخباراتي، يقوم بدور مشبوه، عبر واجهة إعلامية.
ولفت إلى أن غايتها السيطرة على عقلية الجماهير وإدارتهم لتحقيق ما تريده القناة، ليتحول الشعب العربي إلى يد للهدم تحت مزاعم الثورات والمظاهرات، وإشعال الحروب الداخلية، ليدمر أبناء البلد بلدهم، ما عدّه أخطر أنواع الحروب.
ووصفت الكاتبة السعودية سلوى العضيدان قناة الجزيرة «بالنائحة المستأجرة»، يعلو يومياً صوت نياحها لتلوي عنق الحقيقة، ليكون وسيلة ابتزاز وضغط للوصول إلى غاياتها الدنيئة.
وقالت العضيدان في تصريحات لعكاظ: العرب قديما فرّقوا بين النائحة المستأجرة، وبين الثكلى «فالأولى تذرف دموع التماسيح بمقدار ما سيتم الدفع لها، أما الأخرى فدموعها حرى صادقة، تنهال من روحها المتشحة بالحزن». وأضافت «من المتعارف عليه أن السكينة تتنزل على أهل الميت بعد اليوم الثالث عند انتهاء أيام العزاء الصعبة، فيعودون شيئا فشيئا إلى حياتهم الروتينية، وإن بقي الحزن في القلب والروح، لكن قناة الجزيرة تعدت هذه المرحلة بفارق زمني تستحق معه دخول موسوعة غينيس؛ فهي تلطم في سرادقات عزائها، وتنوح و«تتلقط» الأخبار، وتضخم الأكاذيب، وتعزف على أوتار الرحمة والإنسانية، وتحاول «شب» نار الفتنة والشك، وتأليب الرأي العام العالمي ضد المملكة» مؤكدةً أنها بمحاولاتها البائسة تعيد إلى الأذهان مؤامرات يهود المدينة في بداية الإسلام.